من هو الصحابي الذي يدخل الجنة بغير حساب؟
بعد أن بعث النبى صلى الله عليه وسلم وأخذ يدعو إلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنةوأخذت الدعوة تنتشر فى
مكة وبدأت قريش تقف فى وجه الدعوة وقوف المعارض،وتدافع عن وثنيتها دفاع المستميت ..بيد أن الحرب
المستعرة جعلت بعض الشباب من ذوى العقول الواعية ينظرون الى الإسلام نظرة خالية من شوائب الجاهلية
ورواسبهافكان بعضهم يقبل على الإسلام فى صفاء تام ، ويعلن عن إسلامه وانضمامه إلى الدين الحنيف.نبهت
الدعوة أحد الشباب الذين عرفوا بوفرة العقل وصدق الإحساس،وحركت فى نفسه نوازع الخير والركون إلى الإسلام
وترك الشرك، وأشرقت نفسه بالحقيقة وانطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلن إسلامه لم يكن هذا الشاب
سوى”عكاشة بن محصن” حليف بنى عبد شمس ..وكان عكاشة معروفا بجمال الطلعة وحسن الهيئة والجرأة وقد
تلقى الأذى من قريش مع من تلقى من المؤمنين.هاجر الصحابى الجليل عكاشة الى مدين بعد أن اشتد العذاب على
المسلمين بعدما أمرهم الرسول بالهجرة إلى المدينة فكان ممن هاجر معهم رضى الله عنه وعاش فى المدينة أبهى
أيام عمره فى رحاب إخوانه من الأنصار، وبعد أن التقط أنفاسه هناك كان فى أشد شوقه لخدمة هذا الدين العظيم
والذوذ عن حياضه.فاستعمله النبى صلى الله عليه وسلم على سرية (الغمر) فى أربعين رجلا،فذهبوا إلى الغمر
فعلم القوم بمجيئه فهربوا ونزل على مياههم وأرسل عيونه فعرفوا مكان ماشيتهم فغزاها فوجد مائتى بعير فساقها
إلى المدينة ..وشهد بدر وأبلى بلاء حسنا وشهد أحدا والخندق ومابعدها .تدبروا واسألوا الله من فضلهعن أبى
هريرة رضى الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:يدخل الجنة من أمتى زمرة هم سبعون
ألفا تضىء وجوههم إضاءة القمر ليلة البدر . وقال أبو هريرة فقام عكاشة بن محصن الأسدى يرفع نمرة عليه فقال
: يا رسول الله ادع الله أن يجعلنى منهم قال : اللهم اجعله منهم ثم قام رجلٌ من الأنصار فقال : يا رسول الله ادع الله
أن يجعلنى منهم ..فقال : سبقك بها عكاشة ..مواقف رضى الله عنه قاتل عكاشة يوم بدر بسيفه حتى انقطع فى يده
فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاه جذلا من حطب ، فقال : “قاتل بهذا يا عكاشة “. فلما أخذه من رسول
الله صلى الله عليه وسلم هزه فعاد سيفا فى يده طويل القامة شديد المتن أبيض الحديدة فقاتل به حتى فتح الله على
المسلمين هوكان ذلك السيف يسمى : العون ، ثم لم يزل عنده يشهد به المشاهد مع رسول الله -صلى الله عليه
وسلم حتى قتله طليحة الأسدى أيام الردة ..الرحيل إلى النعيم المقيموبعد حياة طويلة مليئة بالجهاد والتضحية
والطاعة لله -جل وعلا- رحل السعيد الشهيد(عكاشة بن محصن)من دنيا الناس إلى النعيم المقيم .. أن أبا بكر لما
عقد لخالد بن الوليد على قتال أهل الردة ،ولما توجه خالد من ذى القصة وفارقه الصديق ،واعده أنه سيلقاه من
ناحية خيبر بمن معه من الأمراء وأظهروا ذلك ليرعبوا الأعراب وأمره أن يذهب أولا إلى طليحة الأسدىوكان
الصديق قد بعث عدى بن حاتم قبل خالد بن الوليد ، وقال : أدرك قومك لا يلحقوا بطليحة فيكون دمارهم ،فذهب عدى
إلى قومه بنى طئ فأمرهم أن يبايعوا الصديق فقالوا : لا نبايع أبا الفضل أبدا ولم يزل يفتل لهم فى الذروة والغارب
حتى لانوا، وجاء خالد فى الجنود وعلى مقدمة الأنصار الذين معه ثابت بن قيس بن شماس ، وبعث بين يديه ثابت
بن أقرام وعكاشة بن محصن (طليعة) فتلقاهما طليحة وأخوه سلمة فيمن معهمافلما وجدا ثابتا وعكاشة تبارزوا
فقتل عكاشة جبال بن طليحة وقيل : بل كان قتل جبالا قبل ذلك وأخذ ما معه، وحمل عليه طليحة فقتله وقتل هو
وأخوه سلمة ،ثابت بن أقرم ، وجاء خالد بمن معه فوجدوهما صريعين فشق ذلك على المسلمين.. ثم أمر بهما فدفنا
فى ثيابهما .وهكذا رحل هذا الصحابى الجليل ليدخل الجنة بغير حساب ولا عذاب.فاللهم اجمعنا بالصالحين من
أمةحبيبك صلى الله عليه وسلم فى جنتك ودار كرامتك.فرضى الله عن عكاشة وعن سائر الصحابة أجمعين.
More Stories
هل تعلم أنه هناك الصحابة من الجن؟
حكم بيع العملة الأجنبية بهامش ربح
حكم ترك البائع أو المشتري الأجزاء اليسيرة المتبقية من النقود