ما هي السورة الوحيدة في القرآن الكريم التي لا تحتوي على حرف الميم؟

الجواب : سورة الكوثر
﴿ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ﴾ [الكوثر: 1]: قُدِّم الضمير “إنَّا” على الفعل “أعطيناك” من أجل الاهتمام والاختصاص؛
اهتمام بالمعطَى، وهو الكوثر، واختصاص بالمعطي، وأنه سبحانه هو وحده الذي أعطى، وبالمعطى له، وهو
رسولنا صلى الله عليه وسلم، وجاء الفعل بلفظ الماضي الدالِّ على التحقيق، وأنه أمرٌ ثابتٌ واقعٌ، فإعطاء الكوثر
سابقٌ في القدر، حين قدَّر الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض.
﴿ الْكَوْثَرَ ﴾ [الكوثر: 1]: قال أهل اللغة: الكوثر: فَوْعَل من الكثرة، كنَوْفَلٍ: فَوْعَل من النفل، والعرب تُسمِّي كل شيء
كثيرٍ في العدد أو كثير في القدر والخطر كوثرًا، والذي دلَّت عليه النصوص الشرعية أنَّ الكوثر هو النهر الذي
أعطاه اللهُ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم في الجنة، وماؤه يصبُّ في الحوض الذي يكون في الموقف، كما دلَّ عليه
الحديث الثاني، وعلى النهر والحوض خيرٌ كثيرٌ.
﴿ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ﴾ [الكوثر: 2]: الفاء للسببية، عاطفة على قوله: ﴿ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ﴾ [الكوثر: 1]؛ أي:
بسبب إعطائنا لك ذلك:
♦ صل لربِّك وانحر؛ شكرًا له تعالى على هذه النعمة.
♦ لا يحزنك الذي يقوله أعداؤك؛ فإن العاقبة لك ولمن اتَّبعك، ومُبغِضُك هو الأقلُّ الأذلُّ المنقطعُ عقبُه.
وقوله: ﴿ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ﴾ [الكوثر: 2]: مطلقٌ، فيدخل فيه كلُّ صلاة، وكلُّ نحْرٍ مما ثبت في الشرع مشروعيتُه.
﴿ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ﴾ [الكوثر: 3]: الشانئ لغةً هو المبغِض، يقال: شنأ فلانًا شَنْئًا، إذا أبغَضَه وكرهه، وقد صحَّ
عن ابن عباس أنه قال: ﴿ شَانِئَكَ ﴾ [الكوثر: 3]: “عَدُوَّك”؛ صحيح البخاري.
والأبتر في الأصل: المقطوع الذنَب، والمراد به هنا: الإنسان الذي لا يَبقى له ذِكرٌ بخير، ولا يدوم له أثرٌ.
More Stories
توزيع المال بدلا من العقيقة
حكم صلاة من رأى نجاسة على ثوبه بعد الانتهاء من الصلاة
حكم نقل أعضاء من متوفي إلى مريض